أخواني وأخواتي رمضان قادم ...!!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخواني وأخواتي إن رمضان بالذات شهر له ميزه ، ووقت له فضل ، وزمان له مكرمات ، ولو تأملتوا قليلاً في

هذا الشهر لأدركتم حفظكم الله برعايته أن قليلاً من أسرار رمضان توصل إلى عالم عظيم من الفرحة والسرور .

جاء رمضان ولكم أن تتأملوا أخواني وأخواتي بين رمضان الفائت ، ورمضان القادم ؟ كم من أخ جمعتنا به الأيام

وصام معنا رمضان ثم رحل إلى عالم الآخره ، ولكأني به اليوم رهين قبره ، وأسير ظلماته ووحشته ، فما أجدركم

أخواني وأخواتي بمحاسبة أنفسكم قبل رحيل كهذا الرحيل . لقد حفظ لنا الزمان آمالاً كانوا يعيشونها ، وطموحات

يسعون لتحقيقها ، وكانوا ينتظرون رمضان لتحقيق بعض هذه الآمال ، وإنجاز هذه الطموحات غير أن الموت

عاجلهم ، والقدر فاجأهم ، فكان الرحيل بلا ميعاد فأصبحوا . ما بين فرح مسرور فتح له باب إلى الجنه فرأى فيها

ما يتمناه فقال ربي عجّل بقيام الساعه وآخر ضاق قبره عليه حتى اختلفت أضلاعه ، وعاش في قبره وكأنه في

حفره من النار بدون انيس، ورأى بعينيه منظر الحيات والعقارب تنهش جسده فصرخ وقال ربي لا تقم الساعه .

أولائك الذين حدثتكم عنهم في الصوره السابقه رحلوا ، ونسيهم أهلهم و

أصحابهم ، وجاء رمضان وهم في عالم الآخره والبعض ممن بقوا احياء تعرضوا لحوادث مؤلمه ، فعاشوا

طريحين لفراش المرض ، لهم سنوات لم يشهدوا شمساً ولا قمراً ولم يروا ليلاً ولا نهاراً ، فماذا يعني لهم رمضان

هذا العام ؟ غير تجديد الحسره ، ونفاذ الدمعه ، وحسرات الحاضر المر وأنتم حفظكم الله برعايته في ريعان شبابكم

، وفي كامل قواكم فماذا يا ترى أنتم فاعلون في ظل هذه النعم ، وتجاه مثل هذه المكرمات ؟

عاد رمضان هذا العام وفي بلاد المسلمين أحزان ماثله ، وظلمات عاتيه ، عاد وقد خلّفت الحرب في بلاد المسلمين

يتيم يترقرق الدمع في عينيه لا يجد من يواسيه ، وأسره فقدت معيلها فباتت ساهره ليلها حزينه ، تنتظر ظهور

الصباح لعرض شكواها على عامة المسلمين في سؤال عن عشاء ، أو البحث عن كساء ، وأحوال ترصدها العين

، من أشلاء ودماء ، وفراق وشتات ، وأنتم آمنون في بيوتكم ، مطمئنون في حياتكم ، مسرورون بأفراحكم ، فماذا

أنتم فاعلون مع هذا القدوم المبارك لشهر رمضان اعلموا رعاكم الله ان .

الجرأه على المعصيه ، والإقدام عليها ، سبب من أسباب سوء الخاتمه أجاركم الله وهو أن يخونه قلبه ولسانه عند

الاحتضار والانتقال إلى الله تعالى فربما تعذّر عليه النطق بالشهاده كما شهد الناس كثيراً من المحتضرين أصابهم

ذلك حتى أنه قيل لبعضهم قل لا اله الا الله فلا يستطيع ان يقولها او ينطقها او ان يقول لا أستطيع أن أقولها وقال

آخر وهو يحتضر ما ينفعني ما تقول وانا ما تركت معصيه إلا ارتكبتها ثم مات ولم يقلها الأحوال المؤسفه التي

تكون نهايتها مؤسفه نتيجة الإصرار على المعصيه عافاكم الله من هذه العواقب .فكم من معصيه استعذبها صاحبها

مع مرور الزمن ، وصار له عشق لها ، وتعلّق بها حتى أصبحت وأمست تسيطر على فكره ، وتحُدثه في خلواته

فلما ازداد به هذا الحال وصار يعرف به في حياته كلها أصابته فاجعة الموت ،إثر حادث على الطريق فإذا بالرجل

يردد في سكرات الموت الشهوه التي تعلّق بها فإن كانت اغنيه رددها وان كانت حبيبه نادى بأسمها وان كانت تجاره

هتف بها وان كان مال أخذ يذكره ، واستمر المسكين على حاله حتى فاضت روحه وهو على هذه الحاله فإنا لله وإنا إليه راجعون
أقبل رمضان وبين طياته حديث عظيم يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم (( ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب

الجنه وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين )) وشهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق به ابواب النيران ما أجدرنا

إلى اغتنامه بصيام النهار الذي تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضله فقال ((من صام رمضان إيماناً

واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) . فإن أبيت إلا أن تكون حريصاً على المعصيه ، مصراً على التقصير في

الطاعه ، حتى في زمن الخيرات فأخشى أن يحال بينك وبين الهدايه والتوبه والرجوع الى الله ، وحينئذٍ تتحقق فيك

عظيم الخساره . فياليت شعري من يفيق من غفلته قبل فوات الزمان فإن للربح أياماً ، وللتجارة أوقاتاً فاغتنمها . ها

هو رمضان قادم وانتم والحمدلله لا زلتم على قيد الحياة فاستعدوا للقائه فاالله اعلم قد يكون اخر رمضان لنا ولكم في

هذه الدنيا فشمروا عن ساعديكم واستعدوا للعمل والتوبه الى الله,, وصدق عليه الصلاة والسلام حين قال ( بعدا

لمن ادرك رمضان ولم يغفر له ) اي بعد من رحمة الله من ادركه رمضان وهو على قيد الحياة ولم يعمل به بما

يوجب له مغفرة الله ورحمته



اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان

ودمتم جميعاً بكل خير